هل تعلم من هي أبخل امرأة في العالم ؟؟

إنها “هيتى جرين” التي لقبت بساحرة وول ستريت ، سيدة أعمال أمريكية عرفت بأنها كانت أغنى امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية ، و أبخل امرأة في العالم !!!
كانت هيتي جرين امرأة شديدة الثراء بل الأكثر ثراءً على وجه الأرض و الأكثر بخلاً على الإطلاق ، تعددت الروايات و القصص عن مدى بخلها و يقال أنها لم تنفق أي قرش أبدًا ، و تسببت في بتر ساق ابنها لأنها ظلت تبحث عن عناية طبية مجانية ..
ولدت هيتي جرين في 21 نوفمبر 1834 في نيو بدفورد ، ماساتشوستس و توفيت في 3 يوليو 1915..
اشتهرت عائلتها بامتلاكها لأسطول لصيد الحيتان الكبيرة و باستفادتها من تجارة الصين ، في سن الثانية انتقلت هيتي للعيش مع جدها بسبب مرض والدتها و في سن السادسة كانت تقرأ الوثائق المالية لجدها ، و عندما بلغت سن الـ 13، أصبحت هيتي محاسبة الأسرة الثرية ، و في سن الـ 15 دخلت مدرسة في بوسطن ، عندما توفي والدها في عام 1864، ورثت منه 7.5 ملايين دولار (ما يعادل 107 ملايين دولار في عام 2010) استثمرتها في سندات حرب خلال الحرب الأهلية ، عندما سمعت أن عمتها سيلفيا تركت وصية للتبرع بـ 2 مليون دولار للأعمال الخيرية ، رفعت هيتي دعوة لشكها في صحة الوصية و قدمت وصية سابقة ذكر فيها أن المبلغ لصالح هيتي و عليها بند يلغى بموجبه أي وصية بعدها ، و ربحت هيتي الدعوة و تحول الرصيد لصالحها ، و اعتبرت المحكمة الوصية الأخيرة مزورة ، في سن الـ 33 تزوجت هيتي من إدوارد هنري جرين، و هو من عائلة ثرية في ولاية فيرمونت ، و جعلته يوقع على تعهد للتخلي عن جميع حقوقه في الإرث من مالها قبل الزواج في 11 يوليو 1867، أنجبت منه طفلين هما إدوارد روبنسون عام 1868 و هيتي سيلفيا عام 1871..
تعددت الروايات عن مدى بخل هيتي ، إذ قيل أنها لم تكن تستخدم المياه الساخنة و كانت ترتدي رداءً أسود لم تغيره إلا عندما بُلي تمامًا ، و قيل انها لم تكن تغسل يديها و كانت تعيش على تناول فطيرة تكلفتها سنتان فقط ، و في رواية يقال أنها أمضت نصف الليل تبحث على طابع فقدته بقيمة سنتين ، كما كانت لا تغسل إلا الأماكن المتسخة من ثيابها لتوفير المياه و الصابون ..
كانت هيتي تنفذ جميع أعمالها التجارية الخاصة في إحدى مكاتب بنك سيبورد الوطني في نيويورك وسط مجموعة كبيرة من الأمتعة و الحقائب المليئة بالوثائق الخاصة بها ، و ذلك حتى لا تضطر لدفع إيجار مكتب خاص ، و كانت سيدة أعمال ناجحة نشطت بشكل رئيسي في قطاع العقارات ، و استثمرت في السكك الحديدية ، و كانت مصدراً ماديا اعتمدت عليه مدينة نيويورك في عدة مناسبات ، خاصة خلال الركود الاقتصادي عام 1907، و قيل أنها قدمت حينها شيكا بمبلغ 1.1 مليون دولار لمساعدة المدينة ، دفعت لها في عائدات سندات قصيرة الأمد ، و كانت تسافر آلاف الأميال لوحدها ، لتحصيل دين من بضع مئات الدولارات في عصر كانت النساء لا تسافرن إلا بمرافق ..
و أثر بخلها و جشعها بشكل كبير على عائلتها الصغيرة ، إذ تعرض طفلها لكسر في ساقه عندما كان طفلا ، و حاولت هيتي علاجه في عيادة مجانية للفقراء ، و يقول البعض أنها كانت تعالج جروحه بنفسها حتى اضطر الأطباء لبتر ساقه بسبب إصابته بالغرغرينا ..
توفيت هيتي غرين في سن الـ81 في مدينة نيويورك ، و دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية بلقب “أبخل شخصية في العالم” و يقال أنها توفيت بسبب سكتة قلبية عندما تشاجرت مع خادمة اختلفت معها في فضائل الحليب منزوع الدسم ، و هناك رواية أخرى ذكرت أن هيتي توفيت بعد تعرضها لسلسلة من السكتات الدماغية منذ شجارها مع طباختها التي رغبت في توظيف صديقة مقربة لها ..
قدرت ثروة هيتي بعد وفاتها بين 100 إلى 200 مليون دولار (أو ما يعادل 1،9 إلى 3.8 مليار دولار في عام 2006)
و الأن قد ينتابك الفضول عما فعله أبناء هذه السيدة بعد وفاتها ، و خاصة بعد الحرمان الذى عاشوا فيه كل هذه السنوات ، تسلم كلاً من ادوارد و سيلفيا ميراثهما حسب القانون ، تزوجت سيلفيا و استمرت في حياة التقشف ، و تزوج ادوارد من حبه الأول التي كانت عاهرة تدعى مابيل و التي كانت تكرهها والدته بشده ، و كان رجل أعمال بارع و قام ببناء القصور و شراء جزيرة خاصة و يخت فخم ، و حين توفى عام 1936 ترك معظم ثروته لأخته ، أما سيلفيا فقد تبرعت قبل وفاتها بالثروة التي كانت تقدر بـ 443 مليون دولار عام 1951 للجمعيات الخيرية ..